يعاني الجسد التعليمي من أوبئة صعب تحليلها وإيجاد حلول عملية لحصارها ، ولعل السبب الرئيسي الذي يقبع وراء هذه المهمة اليسيرة التي يظنها البعض مستحيلة هو أنها تنفلت بسرعة ، بسبب التشخيص المتأخر أو بحكم الدراسات المستعجلة ، مما مكنها أن تؤدي أدوارها التخريبية التي كان من أفظع نتائجها الإعلان المفاجأة عن التأخر المخزي ، تأبى هذه الأمراض التي تنخر العمل التعليمي التربوي إلا أن تصول وتجول وتتغذى على الإهمال واللامبالاة ، حتى أضحت قوات رهيبة عددا وعدة ، فتلاعبت بمبادرات الإصلاح والتغيير ، وجعلت منها شعارات فضفاضة و كلمات منمقة تتداولها المنابر التربوية هنا وهناك . واستوطنت ضمائر بعض الفئات التدريسية فجردتها من حس المسؤولية ، وحولتها لصحار جرداء دون أن نغفل واحات الشرف والكرامة التي تمثلها ثلة من المدرسين والمدرسات . كما الجهاز التربوي الذي يعتبر علاجا فعالا ومتوفرا في جميع الصيدليات ( أقصد المؤسسات التعليمية ) متضرر حتى النخاع ، ينتظر بشغف وحيرة الحوار الاجتماعي الذي طال ويطول دون طائل أو مبادرة طيبة ، مما جعله يتخبط في التردد والانتظار ، عسى أن يتم تجاوز هذه المرحلة العقيمة من تاريخ التربية والتعليم في بلادنا الحبيبة والحزينة .