مقدمة
إن ظاهرة العنف المدرسي استفحلت خلال الفترة الأخيرة بطريقة سريعة في مختلف مؤسساتنا التربوية والتعليمية التي من المفروض أن يكون هدفها الأساسي هو تربية النشء على المبادئ والأخلاق الرفيعة، وتعليمه مختلف العلوم، الشيء الذي يجعلنا نستوقف عند هذه النقطة والبحث عن أسباب تطور هذه الظاهرة، وكيفية معالجتها والحد منها مستقبلا. ولدا نطرح الإشكالية التالية: إذا كان العنف في المدارس ظاهرة غريبة وحديثة، فهل يمكن التصدي لها؟
للإجابة عن هذه الإشكالية نتبع الخطة التالية:
مقدمة
المبحث الأول: مفهوم العنف المدرسي
المطلب الأول: تعريف العنف المدرسي
المطلب الثاني: أشكال العنف المدرسي وعواقبه
المبحث الثاني: أسباب العنف المدرسي وإجراءات وقفه.
المطلب الأول: أسباب العنف المدرسي.
المطلب الثاني: إجراءات وقف العنف المدرسي.
الخاتمة
المبحث الأول: مفهوم العنف المدرسي
سنتناول في هذا المبحث مفهوم العنف المدرسي من خلال المطلبين التاليين:
المطلب الأول: تعريف العنف المدرسي: لقد اختلف العلماء في تحديد تعريف خاص بالعنف المدرسي، نظرا لوجهات النظر المختلفة لعلماء النفس وعلماء الاجتماع وعلماء التربية، إلا أنهم ركزوا في تعاريفهم على معطيات الخلل، الانحراف عن المألوف جاعلين هذا المألوف هو قانون المؤسسة التعليمية، فكل خرق للقانون الجاري به العمل داخل المؤسسة التعليمية هو عنف مدرسي، و هو ما يؤكد عليه الباحث الفرنسي " جاك دوباكييه " أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة باريس الذي يعتبر العنف " تعد قاس على نظام المؤسسة المدرسية و خرق للقواعد المتبعة في الحياة الاجتماعية " أي كل تصرف مخالف للقانون الداخلي للمؤسسة يعد عملا غير مشروع، وعرفه خليل أحمد خليل على أنه:" السلوك الذي يستخدم الإيذاء باليد أو باللسان أو بالفعل أو بالكلمة، في الحقل التصادمي."
المطلب الثاني: أشكال العنف المدرسي وعواقبه: لقد تطرق التقرير العالمي عن العنف ضد الأطفال وصنفها إلى أربعة أشكال كما تطرق إلى عواقب كل شكل على النحو التالي:
• العقوبة البدنية والنفسية؛
• (التسلط) من جانب الزملاء الآخرين؛
• العنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس؛
• العنف الخارجي: عنف العصابات والنزاعات والأسلحة والمشاجرات.
1- العقوبة البدنية والنفسية: تعرف لجنة حقوق الطفل، العقوبة الجسدية أو البدنية على أنها أي عقوبة تستخدم فيها القوة الجسدية ويكون الغرض منها إلحاق درجة معينة من الألم أو الأذى، مهما قلت شدتهما. وتشمل العقوبة في السياق التعليمي ضرب الطلاب (الصفع“ أو ”اللطم“ أو ”الضرب على الردفين (باليد أو باستخدام أداة ما. ويمكن أن تشمل أيضاً على سبيل المثال ركل الطلاب أو هزهم أو رميهم أو الخدش أو القرص أو العض أو شد الشعر، أو لكم الأذنين أو إرغام الطلاب على البقاء في أوضاع غير مريحة أو الحرق أو الكي أو الإجبار على تناول مواد معينة كغسل فم الطالب بالصابون.
العواقب:للعقوبة البدنية أو الجسدية عواقب خطيرة على الصحة العقلية والبدنية للطالب. وتم ربطها ببطء نمو المهارات الاجتماعية والاكتئاب والقلق والتصرف العدواني وعدم التعاطف مع الآخرين أو الاهتمام بهم. ولذا، فإن العقوبة الجسدية لا تضر بالطالب أو الطفل الموجهة ضده فحسب، وإنما تضر أيضا بالمعلمين والمشرفين والطلاب والأطفال الآخرين لأنها تؤدي إلى صعوبات أكبر من أن يتسنى التغلب عليها. وتولد العقوبة الجسدية أيضا الإحساس بالاستياء والعداوة، وتجعل من العسير المحافظة في غرفة الدراسة على العلاقة الطيبة بين المعلمين والطلاب من ناحية، وفيما بين الطلاب من ناحية أخرى. ويصبح عمل المعلمين أصعب وأقل مجازاة ومحبطاً للغاية. ولا تعلم الطلاب كيف يفكرون بطريقة نقدية، وكيف يتخذون قرارات أخلاقية سديدة، وكيف يوجدون في أنفسهم القدرة على السيطرة الداخلية، وكيف يستجيبون لظروف الحياة وإحباطاتها بدون عنف.
2- التسلط: يخضع الطالب لتسلط الزملاء عندما يتعرض بصورة متكررة على امتداد فترة من الزمن لتصرف عدواني يلحق به عمدا الأذى أو الإزعاج عن طريق العنف البدني أو الاعتداء اللفظي أو الشجار أو التلاعب النفسي. وينطوي التسلط على عدم التوازن في القوة وقد يشمل المضايقة والسخرية المهينة واستخدام الألقاب المؤذية والعنف البدني والاستبعاد الاجتماعي. ويمكن أن يعمل الطالب المتسلط بمفرده أو في إطار مجموعة من الطلاب. وقد يكون تسلط الزملاء مباشراً، مثل قيام طفل بالمطالبة بأموال أو ممتلكات من طفل آخر؛ أو غير مباشر مثل قيام مجموعة من الطلاب بترويج إشاعات عن طلاب آخرين.
وقد يكون الأطفال أكثر عرضة للمعاناة من تسلط الزملاء إذا كانوا ذوي إعاقة، أو إذا كانوا يعربون عن توجه جنسي يختلف عن توجه الأغلبية، أو كانوا ينتمون لأقلية عرقية أو ثقافية، أو يأتون من خلفية اجتماعية اقتصادية معينة. ويؤدي التسلط في بعض الأحيان إلى اعتداءات بدنية تؤدي إلى الوفاة.
العواقب: تؤدي دورة العنف والترهيب، لكل من الطالب المتسلط والطالب الذي يتعرض للتسلط، إلى صعوبات في إقامة العلاقات مع الآخرين وإلى سوء الأداء في المدرسة. ومن المحتمل أن يكون الطلاب الذين عانوا من تسلط الآخرين أكثر عرضة للاكتئاب والعزلة والشعور بالقلق وقلة الاعتداد بالذات. وكثيرا ما يتصرف الطالب المتسلط بصورة عدوانية بدافع من الإحباط والمهانة والغضب واستجابة لسخرية اجتماعية معينة.
3- العنف الجنسي والمستند إلى جنس ما: قد يتخذ العنف المستند إلى نوع الجنس أشكالاً عديدة منها النفسية والبدنية والجنسية. وهو يقوم على فرض عدم توازن القوة بين الجنسين أو العمل على استمراره. ويؤدي العنف بسبب نوع الجنس إلى ازدياد عدم المساواة بين الجنسين. وعلى الرغم من أن الفتيات أكثر تعرضا للعنف الجنسي أو المستند إلى نوع الجنس في أغلب الأحيان، فإن الفتيان أيضا يتعرضون لهذا الخطر.
ويمكن أن يكون العنف المستند إلى نوع الجنس في المدارس عنفاً بدنيا، مثل العقوبة الجسدية للفتيات اللاتي يتصرفن بطريقة ”لا تليق بفتاة محترمة“، وقد يكون جنسيا، كما يحدث في حالة الاغتصاب. ويمكن أن يتخذ شكل المضايقة أو الاستغلال من جانب طلاب آخرين أو معلمين أو موظفين في المدرسة؛ وقد يكون نفسياً، كما يحدث في حالة توجيه اللوم لضحايا الاغتصاب. وأحيانا، يأخذ هذا العنف شكل معاقبة الطلاب أو تخزيتهم بسبب جنسهم أو ميلهم الجنسي.
العواقب: لا يوجد سوى القليل من البيانات عن تعرض الطلاب للعنف الجنسي في المدارس، بالنظر إلى ترددهم في الإبلاغ عن أعمال العنف الجنسي خوفا من تخزيتهم أو وصمهم أو عدم تصديقهم أو الانتقام منهم.
ويمثل الاعتداء الجنسي (كما يقول التقرير) وغيره من أشكال العنف المستند إلى نوع الجنس أحد العوامل الرئيسية وراء تدني معدلات التحاق الفتيات بالمدارس وانقطاعهن عن الدراسة. ولا يثبط العنف الجنسي الفتيات عن الذهاب إلى المدرسة فحسب، ولكنه قد يحدو أيضا بالآباء إلى منع بناتهم من الانتظام في الدراسة خوفا من أن يتعرضن أيضا للإيذاء.
ويعرّض الطلاب لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا والحمل غير المرغوب وتدني مستوى الاعتداد بالذات وانخفاض مستوى الأداء في المدارس. كما يؤثر على الأسرة والمجتمع.
4- العنف الخارجي: عنف العصابات والنزاعات والأسلحة والمشاجرات:
كثيرا ما يتكرر العنف الذي يحدث خارج البيئة المدرسية، مثل عنف العصابات والنزاعات السياسية وقسوة الشرطة والعنف العائلي، داخل البيئة المدرسية ذاتها.
ويشمل عنف العصابات في المدارس أعمال الضرب والطعن بآلات حادة وإطلاق الرصاص، وهو عادة أكثر شدة بل ويؤدي أحياناً إلى القتل بالمقارنة بالأشكال الأخرى للعنف في المدارس، خاصة عندما يكون مقترنا بالاتجار بالمخدرات.
ويشكل عدم الاستقرار السياسي والنزاع، أمثلة أيضا على العنف الخارجي الذي يؤثر تأثيرا عميقا على طبيعة العنف في المدارس.
والعنف الخارجي الحاصل في المجتمع يمكن أن يتسرب بالمثل إلى المدرسة وأن يؤدي إلى حمل السلاح وزيادة أعمال العنف. وقد يحمل الطلاب الأسلحة لشعورهم بالتهديد أو لأن المسدسات أو الأسلحة مقبولة عامة كجزء من الحياة اليومية في وسط ما. وتقوم المشاجرات عادة على نزاع لا يكون من السهل فيه التمييز بين المجرم والضحية. ويمكن أن يفضي تسلط الزملاء إلى الشجار، بالأسلحة أو بدون أسلحة.
العواقب: عندما ينضم الطلاب إلى العصابات أو يعيشون في مجتمعات تكون فيها العصابات والمخدرات جزءا من الثقافة العامة، يمكن أن يؤدي ذلك مباشرة إلى ظهور المشاجرات والأسلحة والعنف المتصل بالمخدرات داخل المدارس.
ويمكن أن تعوق النزاعات قدرة الطلاب على التعلّم والانتظام بالمدارس. وقد تؤثر هذه النزاعات أيضاً على البنى الأساسية للمدارس ومدى توافر المعلمين المؤهلين وتوزيع أدوات التعلّم أو إمكانية استخدامها. وتفيد المعلومات المستمدة من بلدان تعاني من النزاعات بأن هذه الأوضاع تعرض الطلاب للعنف وتزيد من خطر الاعتداء عليهم داخل المدارس وخارجها.
المبحث الثاني: أسباب العنف المدرسي وإجراءات وقفه.
سنتناول في هذا المبحث أسباب العنف المدرسي والإجراءات المتخذة لوقفه من خلال المطلبين التاليين:
المطلب الأول: أسباب العنف المدرسي: يقول أحد الباحثين في مجال العنف المدرسي أن الطالب العنيف لم تنتجه المدرسة فقد أتى من المنزل باستعداد مكتسب للعدوانية لكن هناك أسبابا تجعل الطالب يستخدم العنف في المدرسة حددها العلماء في النقاط التالية:
1- رغبة الطالب في لفت الأنظار إليه.
2- عدم الشعور باحترام وتقدير الآخرين.
3- عدم الشعور بالأمن.
4- التعبير عن مشاعر الغيرة.
5- استمرار الإحباط لفترة طويلة.
6- تشجيع بعض الأسر للأبناء على مبدأ "من ضربك فاضربه".
7- الاعتقاد بأن تخريب ممتلكات المعلمين يساعد على تغيير معاملة المعلمين.
8- العقاب البدني.
9- ضعف القدرات التحصيلية.
10- تساهل المدرسة في اتخاذ الإجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين.
11- مشاهدة أفلام العنف.
والسبب الأخير يؤكد مدى تأثير الإعلام في تغذية السلوك العدواني عند الطلاب وان أسباب العنف الطلابي تعود إلى الأفلام المثيرة والعنيفة.
وهناك من يرى أن أسباب العنف المدرسي يعود إلى ضعف الوازع الديني وانحراف السلوك ليست الأسرة المسؤولة الوحيدة لكن المعلم كذلك.
المطلب الثاني: إجراءات وقف العنف المدرسي: لقد تطرق تقرير منظمة اليونسكو إلى مجموعة من الإجراءات لتوقيف العنف في المدارس نوجزها فيما يلي:
1- الدعوة إلى إتباع نهج شامل يشترك فيه الطلاب وموظفو المدارس والآباء والمجتمع
النشاط في الغرفة الدراسية: اطلبوا إلى الطلاب التحدث فيما بينهم ومع المعلمين والمشرفين الاجتماعيين عن العنف في المدرسة. ومن يتضرر بذلك وكيف؟ ومن يمكن الاتصال به من داخل المدرسة والمجتمع التماساً للمساعدة؟
2- اجعلوا من طلابكم شركاء لكم في منع العنف
النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا إلى طلابكم أن يناقشوا معكم وفيما بينهم ما يشكل وما لا يشكل السلوك العنيف. وما هي الحقوق المحددة التي لا تحترم بسبب أعمال العنف؟ اقترحوا طرقاً للتوعية بحقوق الإنسان في المدرسة وتعزيز احترام الاختلافات وتقديرها، ومن بينها مثلاً المداولات والرحلات الميدانية والألعاب ولعب الأدوار وسرد الحكايات.
3- استخدموا تقنيات وأساليب بناءة لضمان الانضباط
- خصصوا وقتا بعد اليوم الدراسي أو في أثناء فترات الراحة لمناقشة سوء السلوك ، لماذا نشأ وماذا ينبغي عمله لتقويمه؛
- اطلبوا إلى الطالب أن يعتذر؛
- غيروا أماكن الجلوس؛
- أرسلوا مذكرات إلى الآباء أو قوموا بزيارات منزلية؛
- حللوا مدى خطورة الحالة، وقرروا إرسال الطالب إلى مكتب المدير وفقا للحالة.
النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا على الطلاب إنشاء ناد للطلاب ضد العنف. ويمكنكم مساعدتهم في تنظيم الأنشطة في إطار حملة للسلام وإيجاد حرم مدرسي مأمون للجميع.
4- كونوا قوة نشطة وفعالة لوقف تسلط الزملاء
النشاط في غرفة الدراسة: شجعوا الطلاب على مساعدة زملائهم على تسوية المشاجرات بدون عنف وانصحوهم بالتكلم معكم ومع المشرف الاجتماعي إذا كان هناك شخص يتسلط عليهم أو على زميل آخر.
5- ابنوا قدرة الطلاب على الصمود أمام الصعوبات وساعدوهم على التصدي لتحديات الحياة بصورة بناءة
فزيادة القدرة على الصمود يقلل من احتمال رد الفعل العنيف من جانب الطالب أو من وقوعه ضحية للعنف.
اجعلوا طلابكم يعلمون أن أعمال وكلمات العنف، مهما كانت تافهة، لن يتم التغاضي عنها. ومن شأن الإنفاذ المستمر للتدابير التأديبية ومتابعة الاعتداءات في المدارس جعل الطلاب يفهمون تماماً أن التصرفات المسيئة وعدم احترام حرية أي فرد من الأفراد هي أمور غير مقبولة.
6- كونوا قدوة للآخرين بالمجاهرة بمكافحة العنف الجنسي والمستند إلى نوع الجنس
اكسروا حاجز الصمت، وجاهروا بالدعوة ضد العنف، واستفيدوا من قنوات الإبلاغ المتاحة. وشجعوا الزملاء والطلاب على تحديد أسماء مرتكبي العنف داخل المدارس وخارجها.
النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا إلى الطلاب تجنب الإهانة أو المضايقة الساخرة، خاصة فيما يتصل بالاختلافات الجنسية. فكلنا مختلفون، ولكن كلنا سواسية!
7- كونوا من المطالبين بوجود آليات تسمح بضمان السلامة في المدارس
ساعدوا إدارة المدرسة وشجعوا على وجود قيادة فعالة فيها. ومن المهم أن تتعاون هيئة إدارة المدرسة مع المعلمين والسلطات التعليمية لوضع وتنفيذ سياسات من أجل القضاء على استغلال القوة والكشف عن أنشطة العنف في مراحلها الأولية وبناء ثقة المجتمع المحلي في المدارس.
خذوا شكاوى الطلاب فيما يتعلق بالعنف مأخذ الجد، وضعوا راحتهم في الاعتبار. ويتضمن ذلك إيلاء الاعتبار الواجب لما يقوله الطالب وعدم التقليل من شأن أي حالة.
النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا تنظيم جلسات حوار مع المعلمين والطلاب ومدير المدرسة والمشرف الاجتماعي لوضع مدونة لقواعد السلوك التي ينبغي أن يحترمها الجميع في المدرسة.
8- وفروا أماكن مأمونة ومريحة للطلاب
النشاط في غرفة الدراسة: اقترحوا بدء حملة لتهيئة البيئة المدرسية المأمونة بتحديد الأماكن غير المضاءة أو غير المأمونة داخل حرم المدرسة.
9- تعلموا مهارات منع العنف وحل النزاعات وعلموها للطلاب
النشاط في غرفة الدراسة: ساعدوا الطلاب على تعلّم كيفية المساعدة في الوساطة في النزاعات بين الزملاء. واختاروا شخصاً ليكون هو صانع السلام في الصف كل أسبوع، حتى يتعلم ويمارس الجميع حل النزاعات ومهارات التفاوض.
10- قروا بالعنف والتمييز ضد الطلاب ذوي الإعاقة والطلاب من مجموعات الشعوب الأصلية والأقليات والمجتمعات المهمشة الأخرى
النشاط في غرفة الدراسة: اطلبوا إلى الطلاب معاملة زملائهم في غرفة الدراسة على قدم المساواة وبالطريقة التي يودون أن يعامَلوا بها، خاصة من يختلفون عنهم وينتمون إلى ثقافات مختلفة أو الذين لديهم قدرات بدنية أو عقلية ضعيفة. وتذكروا: أنه يتعين تقدير الاختلافات وأن من حق كل شخص أن يكون مختلفاُ!
الخاتمة
العنف في المدارس مسألة بالغة التعقيد، ومن ثم تتطلب معالجته أخذ عوامل عديدة في الاعتبار. فإن منع العنف فيها يقتضي اتخاذ إجراءات متعددة الأبعاد يشارك فيها كل أفراد الوسط المدرسي بطريقة متكاملة. ويجب أن يعمل الآباء والمشرفون الاجتماعيون وقادة المجتمع المحلي والمؤسسات جنبا إلى جنب مع الطلاب والمعلمين والقائمين على الإدارة.
ولا ننسى العوامل الاجتماعية الأخرى التي تؤثر على الطالب وكذا العوامل السياسية التي أثرت سلبا على المدرسة الجزائرية التي اتهمت بأنها منتجة للعنف، إنما هي ضحية للعنف. وللقضاء على العنف لا بد من تضافر كل الجهود من المعلم أو الأستاذ، إلى الأسرة، إلى الإدارة، إلى المجتمع، إلى الطالب. مع تطبيق الإجراءات المذكورة في المطلب الثاني من المبحث الثاني و هي إجراءات قدمها الخبراء في هذا المجال بمنظمة اليونسكو لوقف العنف في المدارس.
والله تعالى يقول: " وجادلهم بالتي هي أحسن"
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه."