يتساءلون عن أسباب التأخر التعليمي ، يتحدثون عن التقهقر التربوي الذي يصول ويجول في وطننا الجميل ( بمناظره ومنتزهاته لا بأحوال شعبه وأزماته) ، يكثرون من علامات الإستفهام التي طرحت متأخرة بعدما أيقظها من سباتها العميق ذاك التصنيف المشين لقطاع التعليم العقيم ، يقولون بسلبيته وضعف إنتاجيته ، وأقول أين تلك الألوف المؤلفة من الأذمغة المغربية المنتشرة في الحفر المظلمة من البلاد ، ألم تتغذى بنور العلم في المؤسسات التعليمية ، ألم ترهف السمع في لحظة من اللحظات لشروحات السيد المعلم بالمؤسسات ، ثم خرجت إلى الوجود بطاقاتها ومواهبها فأضحت شعوبا مشردة من المهمشين والمعطلين ، من هنا ينبغي أن نقف وقفة شعب واحد : هاهي الطاقات الشبابية ، وهاهو نتاج المدرسة المغربية ، ثم نتوجه بالسؤال : حان الآن دوركم يا مسئولون لتوظفوا هذه المردودية البشرية في ما فيه صلاح الوطن . نحن نعلم يقينا أزمتنا التعليمية ولكن قد غاب عنا مربط الفرس ، والذي سيشاركني القارئ في العثورعليه من خلال مشاطرته حيرتي التي لا أول لها ولا آخر ، فليفترض معي أن كل المغاربة تلقوا الدراسة والتعليم الذي مكنهم من التخلص من شبح الأمية ، والإنخراط الإيجابي في المجتمع ، ألا يستدعي ذلك حصولهم على شهادات ودبلومات ؟ ألا يستدعي ذلك رغبتهم في الإنخراط في الحياة العملية والتمتع بالإمتيازات التي تخولها لهم دراستهم ومجهوداتهم ؟ حينها سنسمع عن مسيرة أخرى غير التي خاض غمارها الأجداد بالرايات والقرآن الكريم ، سنشهد مسيرة حمراء ملطخة بدماء المعطلين نحو قبة البرلمان يقودها شعب بأكمله حاملا الشهادات واللافتات ، ألا يستدعي ذلك أيضا المزيد من قوارب الموت أو بالأحرى سفينة شبيهة ب" تيتانيك" حتي تتسع للأعداد المتزايدة من ضحايا أخطبوط البطالة . هاهو الشباب المعطل ذو الكفاءات المهمة والطاقات المهولة والذين تتلمذوا بالسبورة والطبشورة ينتظر بشهادات عليا ، فما تحتضنها إلا العصي والهراوات ، الأجدرإذن أن نعاتب فرص العمل الحقيرة التي تنفلت من بين أيدي الأذمغة التي سهرت المدرسة على تحسين قدراتها لا أن نشير بأصابع الإتهام ونسرد حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة حول جودة التعليم وأهله ....
قبس عبدالله